روماريو يسجل هدفه الألف

سجل المهاجم البرازيلي المخضرم روماريو (41 عاماً) هدفه الألف في الملاعب، خلال مباراة فريقه فاسكو دا غاما ضد سبورت ريسيفي، التي انتهت بفوز الأول 3-1 على ملعب ساو جانواريو في ريو دي جانيرو، وجاء هدف روماريو في الدقيقة 48 من ركلة جزاء.
وتوقفت المباراة لدقائق عدة بعد الهدف، إثر نزول أفراد من عائلة روماريو إلى الملعب للاحتفال معه، ثم طاف اللاعب حول الملعب قبل أن يقدم له رئيس فاسكو دا غاما أوريكو ميراندا فانلة كتب عليها عبارة الهدف الألف.
وقال روماريو: "أهدي هذا الانجاز إلى عائلتي وأطفالي، وأنا متأثر جداً بهذه اللحظات، لأنها من أروع لحظات حياتي".
وأضاف: " أمر رائع أن أصل إلى الهدف رقم ألف في مسيرتي، حيث لم يسبقني إلى هذا الإنجاز سوى لاعب واحد" في إشارة إلى أسطورة الكرة البرازيلية بيليه، الذي سجل 1281 هدفاً في 1361 مباراة، علماً بأن الأخير سجل هدفه الألف في تشرين الثاني/نوفمبر عام 1969 على ملعب ماراكانا الشهير في ريو دي جانيرو.
ويعترف روماريو بأن رصيده من الأهداف، يتضمن بعض الأهداف التي سجلها في فرق الناشئين وفي بعض المباريات الودية غير المعترف بها دولياً.
ويعتبر روماريو هدافاً خطيراً، حيث سجل 55 هدفاً في 74 مباراة دولية، وحاز على لقب دوري هولندا في صفوف أيندهوفن ثلاث مرات وإسبانيا مع برشلونة مرة واحدة، كما توج بطلاً للعالم في صفوف منتخب بلاده عام 1994.
يذكر أن فاسكو دا غاما هو النادي الذي شهد انطلاقة روماريو، حيث بقي الأخير في صفوفه من 1985 إلى 1988، ثم فترة وجيزة من كانون الثاني/يناير 2005 إلى آذار/مارس عام 2006، قبل أن يعود إليه مطلع الموسم الماضي، وتوج في صفوفه هدافاً للدوري برصيد 22 هدفاً.
ولا يعترف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بما يدعيه روماريو، خصوصاً أن معظم الأهداف التي يزعم اللاعب أنه سجلها جاءت في مباريات غير رسمية على الإطلاق، ومنها في مباريات تدريبية ليس إلا.
بين حقيقة الإنجاز ووهم الإدعاءات


وكان ما حققه روماريو مثار جدل واسع في الأوساط الرياضية والإعلامية مؤخراً في البرازيل، وقامت مجلة "بلاكار" الرياضية الشهيرة في البرازيل بدراسة حول الأهداف التي سجلها اللاعب المخضرم، فاكتشفت أن العديد من الأهداف غير الرسمية أضافها روماريو إلى سجله، وأعطت أمثلة دامغة على ذلك، إذ اعتبرت مثلاً أن تسعة أهداف سجلها روماريو في صفوف أيندهوفن ليست موجودة أصلاً في السجلات الرسمية للنادي الهولندي، كما أن روماريو يزعم بأنه سجل ثنائية عندما كان يدافع عن ألوان برشلونة الإسباني في مباراة ودية عام 1992، لكن النادي الكاتالوني يؤكد بأنه لم يخض تلك المباراة.
كما أن روماريو على ما يبدو أضاف في وقت سابق إلى سجله هدفين لمصلحته في مرمى بارما، علماً بأن المباراة انتهت بالتعادل السلبي، وقد صحح روماريو هذا الأمر، لكن العديد من الأهداف تبقى تحمل علامة استفهام في ما إذا كانت رسمية أم لا.
وتضمنت لائحة روماريو الشخصية من الأهداف أهداف سجلها في مباراة جمعت بين منتخب البرازيل المكون من نجوم في أميركا الجنوبية في مواجهة منتخب أصدقاء لويزينيو، والتي سجل خلالها روماريو أربعة أهداف، كما أنه أضاف هدفين في مباراة مماثلة بين منتخب من نجوم البرازيل المعتزلين، ومنتخب أصدقاء الداير مدافع المنتخب السابق، بعد اعتزال الأخير اللعب رسمياً.
وكان فريق روماريو الحالي فاسكو دا غاما أطلق حملة دعائية لمساعدة روماريو على تسجيل هدفه الألف، عندما رتب له عدة مباريات ودية في مواجهة فرق من الدرجة الثانية والثالثة، فنجح الهداف في تسجيل 10 أهداف خلال هذه المباريات.
ويسجل لروماريو أنه رفض أن يخوض إحدى المباريات، عندما أيقن أن بعض لاعبي أحد أندية الدرجة الثالثة كان مكوناً من لاعبين تخطوا الخمسين من أعمارهم، وبدوا بعيدين جداً عن مستوى لاعب كرة قدم غير محترف.
وحاول روماريو اللعب في دول لا تملك بطولة قوية، لكي تكون مهمته أسهل في تسجيل الأهداف فانتقل إلى أديلاييد الأسترالي لمدة أربع مباريات، ثم إلى ميامي في الدوري الأميركي من دون أن يصيب نجاحاً مع الفريقين.
واعتبرت صحيفة بلاكار في وقت سابق، بأن روماريو في حاجة إلى 103 أهداف ليصل إلى حاجز الرقم ألف وليس إلى هدف فقط، إذا ما أخذنا في عين الاعتبار الأهداف الرسمية التي سجلها.
ولخص أسطورة كرة القدم بيليه الضجة الدائرة حول صحة معلومات روماريو بالقول: "لا أدري ما إذا كانت جميع أهداف روماريو مسجلة بشكل رسمي في المؤسسات التي تعنى بالإحصائيات، لكن بما أنه يؤمن بأنه سجل هذا العدد فيجب أن نصدقه، وبالتالي سيكون حري بنا أن نحتفل به عندما يسجل هدفه رقم ألف".
المنطق يقول، إنه إذا سلمنا جدلاً بأن روماريو على أعتاب تسجيل هدفه الألف، وإذا أخذنا في عين الاعتبار بأنه بدأ مسيرته الاحترافية قبل 20 عاماً، فإن معدله في الموسم الواحد يجب أن يكون خمسين هدفاً، وهو أمر غير معقول في عالمنا الحالي، فمجرد تسجيل خمسين هدفاً في الموسم الواحد هو إنجاز نادر، فكيف بالحري تسجيل 50 هدفاً على مدى 20 عاماً متواصلة.
ولم يسبق لروماريو أن سجل أكثر من 45 هدفاً في موسم واحد، وكان ذلك موسم 1993-94، حيث سجل هذا العدد في 60 مباراة.
يذكر أن بيليه سجل هدفه الألف في 19 تشرين الثاني/نوفمبر عام 1969 في ملعب ماراكانا الشهير من ركلة جزاء، علماً بأن عداده توقف عند 1281 هدفاً في 1363 مباراة.
ويعتبر روماريو ثالث هداف في تاريخ المنتخب البرازيلي، بتسجيله 55 هدفاً في 74 مباراة، في حين يحمل الملك بيليه الرقم القياسي ومقداره 77 هدفاً في 92 مباراة دولية، يليه رونالدو في المركز الثاني وله 62 هدفا في 97 مباراة.
لقد اتهم كثيرون روماريو بعدم المسؤولية، والمزاجية، وإثارة المشاكل في شكل مستمر مع مدربيه والمحيطين به، لكن هؤلاء اتفقوا دائماً على قيمة النجم البرازيلي الكروية التي جعلت منه أسطورة حقيقية، من أنواع الأساطير التي يصعب إنتاجها بعيداً عن بلاد "السامبا".
ويمثل روماريو حالة شعبية قل نظيرها في البرازيل، منذ قيادته منتخب بلاده للفوز بكأس العالم عام 1994 في الولايات المتحدة، مسجلاً خمسة أهداف أعادت اللقب إلى البرازيليين بعد 24 عاماً عجاف، وقال المدرب باريرا وقتذاك أن سر الفوز كان اعتماده على روماريو وعشرة لاعبين آخرين.
وانتفض المشجعون عام 1998 مطالبين المدرب ماريو زاغالو بضمه إلى المنتخب المشارك في مونديال فرنسا، بعدما استبعده بحجة أنه غير لائق بدنياً، ولكن المدرب لم يضمه، وبكى النجم البرازيلي لقرار استبعاده.
وبغض النظر عما إذا كان روماريو وصل فعلياً إلى الرقم ألف أم لا في مسيرته، فإن الحقيقة الناصعة البياض أنه أحد أفضل اللاعبين والهدافين الذين أنجبتهم الملاعب في العقود الثلاثة الأخيرة.





المصدر: وكالات