عادت فرق الصدارة ريال مدريد وبرشلونة وإشبيليه, إلى قواعدها هانئة بالانتصارات التي حققتها خارج أرضها والتي بها بقي التنافس على الفوز بلقب الدوري الإسباني أمر يصعب التكهن به بل ضرب من المستحيل خصوصاً أنه بقي ثلاث مراحل على النهاية وفيها الأمور مفتوحة على كافة الاحتمالات حتى أن فالنسيا الرابع يملك حسابياً فرصة رفع درع الدوري وإن بنسبة أقل, وذلك بعد ختام المرحلة الخامسة والثلاثين.
وبهذه النتائج واصل رجال فابيو كابيلو تصدرهم برصيد 69 نقطة شأن برشلونة لكن الأفضلية تعود لريال مدريد كونه تفوق في المواجهتين المباشرتين مع الفريق الكاتالوني 2-صفر ذهاباً و3-3 إياباً- وهذا يشكل القاعدة المتبعة في إسبانيا, في حين بقي إشبيليه ثالثاً برصيد 67 نقطة وفالنسيا رابعاً برصيد 65 نقطة.
برشلونة يستعرض بسداسيةأمتع برشلونة جماهيره ورد لها الروح والأمل بعدما ضرب بقوة وأسقط أتلتيكو مدريد القوي في عقر دار الأخير بسداسية نظيفة كل هدف فيها أجمل من الآخر, وذلك في المباراة التي جرت على ملعب فيسينتي كالديرون الخاص بالخاسر.
افتتح الأرجنتيني ليونيل ميسي التسجيل في الدقيقة 39 وضاعف الإيطالي زامبروتا النتيجة في الدقيقة 43 ثم أضاف الكاميروني إيتو الهدف الثالث في الدقيقة 45, ورفع رونالدينيو الغلة إلى أربعة أهداف في الدقيقة 58 ثم زاد ميسي النتيجة إلى خمسة في الدقيقة 80 قبل أن يختم إنيستا المهرجان في الدقيقة 90.
جاءت بداية المباراة بطيئة شابها شيء من العصبية فكان الأداء ضعيفاً غير مترابط من الفريقين وتأخرت الفرص الخطرة في الظهور حتى آخر ربع ساعة عندما سدد رونالدينيو ضربة حرة مباشرة ناب القائم الأيسر عن الحارس إيفان كويلار في التصدي لها.
وشهدت آخر عشر دقائق انهيار تام في صفوف دفاع المضيف إضافة لضعف مستوى حارسه, فاستقبلت شباكه ثلاثة أهداف في ست دقائق, ففي الدقيقة 39 انطلق ميسي وتبادل الكرة مع إيتو, المتسلل بسنتيمترات, ثم سدد الأرجنتيني بعد استقبال جميل يسارية صعبة منحت الفريق الكاتالوني التقدم بهدف.
ولم تكد تمر أربع دقائق حتى لعب المخضرم الرائع الفرنسي ليليان تورام كرة أمامية طويلة تلقفها المتقدم الإيطالي زلمبروتا الذي لمح تقدم فاشل وخاطئ للحارس كويلار فلم يتوان عن لعب كرة ساقطة بمنتهى الدقة منحت فريقه التقدم 2-صفر.
وقبل أن يهم الحكم بإنهاء الشوط الأول انطلق ميسي في مرتدة ولعب الكرة إلى رونادينيو الذي مرر لغير المراقب ديكو والأخير نفذ عرضية من داخل المنطقة فشل الحارس في التعامل معها لتجد قدم إيتو الذي بمتابعة قوية ومميزة سجل الهدف الثالث لفريقه والحادي عشر له هذا الموسم.
ارتفع أداء برشلونة منذ بداية الشوط الثاني فزاد متعة وسرعة وجمالاً, وبدا واضحاً انعكاس التقدم المريح والمذهل في الشوط الأول على نفسية اللاعبين الذين مال أداءهم أحيناً إلى الاستعراض الممتع في ظل غياب تام لمنافسه الذي فاجأ الجميع بمستواه الهابط.
وتمكن رونالدينيو في الدقيقة 58 في ظل الضغط المتواصل من تسجيل الهدف الرابع بعد جملة كروية غاية في الإتقان والبراعة تبادل في خلالها البرازيلي الكرة مع ديكو وانفرد إثرها ثم سجل إصابته التاسعة عشرة, لحظة خروج الحارس إصابة فريقه الرابعة وسط ابتسامة خفيفة ومعبرة من ريكارد.
ومر الوقت والكاتالونيين يستمتعون بالأهداف الأربعة حتى جاءت الدقيقة الثمانين عندما استلم ميسي أمامية ضرب بها الدفاع فانفرد وسجل بكرة ساقطة الهدف الخامس لفريقه الذي زادت غلته إلى ستة في الدقيقة 90 عبر إنيستا إثر تمرية من إيتو.
وبذلك يكون برشلونة حقق أكبر انتصار له هذا الموسم وأهميته ليست بالنتيجة فقط بل أنه جاء على حساب منافس قوي الشكيمة, وهكذا يكون رجال ريكارد وجهوا رسالة شديدو اللهجة مفادها ان التسليم باللقب أمر غير وارد في حساباتهم.
فوز مثير للمدريديينواصل رجال العاصمة مسيرتهم التصاعدية المثمرة ونجحوا في العودة إلى معقلهم وفي جعبتهم ثلاث نقاط جديدة أبقتهم على قمة الـ"ليغا" بصرف النظر عن نتيجة برشلونة, بعدما نجحوا في تخطي عقبة مضيفهم ريكرياتيفو هويلفا 3-2 في مباراة أقل ما يقال فيها إنها كانت في قمة الإثارة والمتعة جرت على ملعب نويفو كولومبينو.
افتتح البرازيلي روبينيو التسجيل في الدقيقة التاسعة وضاعف الهولندي رود فان نيستلروي النتيجة من ضربة جزاء حصل عليها روبينيو في الدقيقة 53, ثم قلّص فاسكيز النتيجة من ضربة جزاء أيضاً في الدقيقة 73, وعادل أوتشي النتيجة في الدقيقة 86, قبل أن يمنح روبرتو كارلوس الفوز لفريقه.
بدأ كابيلو المباراة بتكتيك 4-2-3-1 وفيه لعب بيكهام متيامناً وروبينيو متياسراً في حين لعب الهولندي رود فان نيستلروي كرأس حربة ومن خلفه المتألق راؤول غونزاليس في حين تولى الأرجنتيني غاغو والمالي ديارا مهمة الربط بين الخطوط, أما ريكرياتيفو فلعب بخطة 4-4-2.
سيطر أبناء العاصمة منذ البداية ونجحوا في فرض شخصيتهم بعدما استحوذوا على الكرة فكانوا الأفضل انتشاراً وتوزعت كراتهم على كافة المحاور في ظل نشاط ملحوظ من بيكهام الذي أكثر من عرضياته المتقنة ومن راؤول وروبينيو.
وضرب ريال باكراً عندما نجح في تسجيل إصابة السبق في الدقيقة التاسعة حين نفذ بيكهام عرضية رائعة في غاية الدقة وجدت رأس روبينيو غير المراقب, والعائد بعد إيقاف, فلم يجد صعوبة في تحويل مسار الكرة نحو الشباك مانحاً فريقه التقدم.
واصل ريال أداءه الجيد وكاد أن يضاعف النتيجة في أكثر من محاولة, ومنها تلك اللمحة الجميلة التي قدمها راؤول في الدقيقة 33 عندما روض أمامية طويلة من روبرتو كارلوس بمهارة فائقة وسط مدافعين وسدد كرة من مشارف المنطقة, علت العارضة بعض الشيء.
تابع ريال مدريد ما قدمه في الشوط الأول من سيطرة واستحواذ, وارتفع مستواه مع مرور الوقت وزاد أداؤه سرعة وحيوية مع نشاط ملفت من لاعبيه في جميع المراكز في حين لم يقو لاعبو المضيف على مجاراة منافسيهم رغم بعض المحاولات التي لم تخلو من الخطورة.
وسرعان ما بدأ رجال العاصمة في صناعة الفرص الخطرة فكادوا في الدقيقة 50 أن ينجحوا في مضاعفة النتيجة عندما لعب روبينيو عرضية متوسطة تخطت المدافعين ووصلت إلى المنفرد سيرجيو راموس الذي حاول لعب كرة ساقطة من فوق الحارس لكن الأخير صدها بنجاح فوصلت إلى بيكهام الذي لكز الكرة محاولاً إسقاطها إلا أن كرته علت العارضة بقليل.
وفي ظل الضغط والاجتياح المدريدي نجح روبينيو في الحصول على ضربة جزاء لا غبار عليها إثر عرقلة من الحارس لاكويت, فانبرى للكرة رود فان نيستلروي ونجح في رفع رصيده من الأهداف إلى اثنين بعد العشرين هذا الموسم, ورصيد فريقه إلى اثنين أيضاً مقابل لا شيء.
نشط لاعبو المضيف بعد تأخرهم خصوصاً بعدما لم يصبح لديهم شيء ليخسروه, فبادلوا فريق العاصمة الهجوم وشكّلوا أكثر من مرة خطورة كبيرة على مرمى إيكر كاسياس مثل انفراد النيجيري اوتشي الذي سدد بعد مراوغة كرة أرضية مرت بجانب القائم.
وفي ظل مواصلة الضغط نجح أوتشي المتحرك كثيراً في الحصول على ضربة جزاء إثر عرقلة من سيرجيو راموس فانبرى للكرة فاسكيز ونجح في تقليص النتيجة لترتفع حماوة المباراة في آخر ربع ساعة من زمنها.
ومع ارتفاع المعنويات لدى المضيف نجح لاعبوه في إدراك التعادل في الدقيقة 83 إثر ضربة ركنية تابعها أوتشي غير المراقب بقوة داخل الشباك موجهاً ضربة قاضية لرجال كابيلو الذين لم يأبهوا لصعوبة الموقف, بل عادوا ونظموا صفوفهم وقالوا كلمتهم في الدقيقة 90 عبر المخضرم روبرتو كارلوس الذي حول تمريرة غاغو الرائعة لهدف غالٍ جداً أبقى ريال مدريد في الصدارة.
إشبيليه تذوق الصدارةوفي مباراة جرت في وقت مبكر, نجح إشبيليه في العودة إلى قواعده بنصر تذوق به الصدارة لفترة ساعتين من الزمن, عندما نجح في تخطي مضيفه ديبورتيفو لا كورونيا بنتيجة 2-1 وذلك في المباراة التي جرت على ملعب ريازور الخاص بالخاسر.
افتتح ديبورتيفو التسجيل في الدقيقة 72 عبر الاحتياطي رودولف بوديبو الذي سجل أولى إصاباته في الدوري, وعادل البرازيلي ريناتو لإشبيليه في الدقيقة 75 ثم منح القناص المالي فريديريك كانوتيه فريقه الفوز والصدارة في الدقيقة 83.
لم يقدم الفريقان عرضاً قوياً في الشوط الأول فتقاسموا الاستحواذ مع أفضلية لإشبيليه الذي اعتمد كثيراً على التمريرات الأرضية القصيرة التي افتقدت إلى عنصر المفاجأة والسرعة وكانت واضحة ومقروءة من دفاعات ديبورتيفو الذي اعتمد أكثر على الكرات الطويلة.
أخطر فرص الشوط الأول على قلتها بدأت مع كانوتيه الذي عكس عرضية أرضية في الدقيقة 20 للأوروغواياني إرنستو شفانتون المنفرد لكن تصويبة الأخير وجدت قدمي الحارس دودو أوات ثم المتابعة الدفاعية التي أنقذت الموقف.
ومرَّ الوقت مع محاولات خجولة من الجانبين وسط أداء ضعيف افتقر إلى الحماس والروح لكن رغم ذلك كاد إشبيليه أن ينهي الشوط الأول متقدماً بهدف عندما وصلت الكرة إلى كانوتيه على حافة المنطقة فصوب مباشرة بقوة، كرة اتجهت إلى مكان وجود الحارس أوات الذي عالج الموقف على طريقته.
تسارع الأداء في الشوط الثاني بعض الشيء مقارنة بالأول وارتفع عدد الفرص لكن المستوى العام بقي دون المأمول خصوصاً في ظل حرص إشبيليه على الخروج بالنقاط الثلاث وحذره من فتح اللعب كثيراً مع وجود مهاجمين سريعين في ديبورتيفو أظهروا ذلك في المباراة.
أولى فرص القسم الثاني بدأت في الدقيقة 56 عندما لعب خيسوس نافاس عرضية متقنة داخل المنطقة سبح لها لاعب الوسط البرازيلي ريناتو محولاً الكرة برأسه لكن تصويبته افتقدت إلى بعض الدقة فمرت بجانب القائم الأيسر للحارس أوات.
رد المضيف جاء سريعاً في الدقيقة 60 عندما اخترق لاعب الوسط خوان رودريغز بقوة يسار المنطقة وأطلق صاروخية أرضية في غاية الخطورة مرت بجانب القائم تحولت إلى ضربة مرمى ،انطلق إثرها لاعبو إشبيليه بهجمة مضادة نالوا فيها ضربة ركنية وصلت فيها الكرة إلى البرازيلي لويس فابيانو الذي سدد عالياً أمام المرمى.
ومع مرور الوقت حدث ما كان يتخوّف منه لاعبو الضيف خصوصاً في ظل معاناتهم على الكرات الطويلة والعرضية, إذ لعب كاسميرسكي في الدقيقة 72 عرضية صعبة قابلها رودولف بوديبو بيمناه على الطائر لتخترق الشباك وسط عجز الحارس بالوب عن إدراك.
لكن رد إشبيليه لم يتأخر إلا دقيقتين عندما حصل الفريق على ضربة حرة غير مباشرة وصلت إلى رأس ريناتو إلى ارتقى بين كوكبة زرقاء وبيضاء ووضع بقوة الكرة في الشباك لتتعادل الأرقام, ويعود الأمل بالفوز للضيوف وفعلاً تحقق لهم ما أرادوا في الدقيقة 83 عندما تابع كانوتيه كرة وصلت من فابيانو بكل قوة مانحاً فريقه الفوز ومبقياً على آماله في الفوز باللقب.
خيتافي يجتاح اسبانيولوعزز خيتافي الذي تأهل إلى نهائي مسابقة الكأس المحلية على حساب برشلونة، مركزه الأوروبي بفوزه الكبير على مضيفه اسبانيول وصيف بطل كأس الاتحاد الأوروبي بخمسة أهداف تناوب على تسجيلها خافي كاسكيرو في الدقيقة 8 ومانو دل مورال في الدقيقتين 42 و71 وروبن بوليدو في الدقيقة 55 ودانيال غيزا في الدقيقة 65، مقابل هدف لفريان كورو في الدقيقة 4.
وحذا فياريال حذو خيتافي بعد فوزه على ضيفه راسينغ سانتاندير بهدفين من الإيطالي اليسيو تاكيناردي وروبن كاري في الدقيقتين 19 و57، مقابل هدف للبرازيلي ميلو في الدقيقة 65.
وبقي ليفانتي في دائرة الصراع لتجنب الهبوط إلى الدرجة الثانية، بعد خسارته أمام ضيفه اوساسونا 1-4, سجل ايناكي ديسكارغا في الدقيقة 44هدف ليفانتي الوحيد، فيما سجل روبرتو سولدادو في الدقائق 18و32 و64 الذي رفع رصيده إلى 12 هدفاً، وايسكوديرو راوول غارسيا في الدقيقة 45 أهداف أوساسونا الذي أصبح في منطقة الأمان, ولعب ليفانتي بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 5 بعد طرد حارسه المخضرم خوسيه مولينا.
وفي مباراة مصيرية تغلب ريال سوسييداد الثامن عشر على سلتا فيغو التاسع عشر قبل الأخير بثلاثة أهداف للصربي داركو كوفاسيفيتش, والبرازيلي سافيو, وخافي برييتو في الدقائق 46 و61 و77 مقابل هدف للبرازيلي غوستافو لوبيز في الدقيقة 20.
المصدر: الجزيرة الرياضية