الورقة

بخطوط رماية رفيعة بدأ يرسم كلمات بلا حروف خطوط ودوائر يجرى على الورقة ليملؤها من اقصى اليسار الى اقصى اليمين هذه الورقه ناصعة البياض ثم بخطوط عريضة وعريضة حتى اصبحت بلا ملامح كستار الليل المظلم ثم اتت الممحاه تمحو الخطوط يمينا ويسارا املا فى ان تعود مثلما كانت ولكن القلم عاد بخطوطه السوداء الحالكه ليملأ الورقة مرة اخرى
انه التحدى فيا ترى من سينتصر هل سينجح القلم فى تحويل الورقة الى قالب من السواد ام ستنجح الممحاه فى التغلب على اثار القلم
ثم احتد الموققف واشتعلت المعركة واصبح الطرفان يتبارزان ليثبت كلاهما للاخر انه الاقوى
القلم يرسم خطوطه العريضة والممحاه تجرى ورائه لتمحو اثار ما يفعله
حتى صرخت الورقة فقد حدث شرخ فى منتصفها تماما تمزقت قطعة منها وهنا انكسر سن القلم وانتهت الممحاه وكأن المعركة انتهت وبكت هى هذا التمزق بها .. هذا الجرح الغائر فى قلبها...كم تالمت من اجل هذا وهى الورقة البيضاء الصافية والان اصبحت مشوهه لا قيمة لها ينفر منها كل من يراها
حتى اتى هو .. انه صاحب الورقة الذى طالما انتظرته ليحميها من قلم غادر وصراع بينه وبين ممحاه
ها هو قد اتى ليضمد جراحها وبقطعة لاصقة صغيرة يحاول اصلاح ما خلفته الحرب من خسائر وكأنه يقويها ويساعدها على الاحتمال والصبر وبرقة كالنسيم ظل يمحو باقى اثار السواد بها ببطئ حتى لا يؤلمها .. يكفها الام ما مرت به وبقلم ملون ذو عطر هادئ اخذ يكتب بها احلى الكلمات التى تخرج من القلب لتدخل الى القلب
ها هى اصبحت قيمتها بقدر ما كتب بها من كلمات رائعة وبقدر احساس كاتب الكلمات
لم تعد مشوهه .. اصبحت جذابه للناظرين يطوق كل منهم لان يحظى بفرصة قراءه ما فيها وما ان تتاح له الفرصه حتى يعجز عن اخفاء نظرة الاعجاب بها
ولم يلحظ احد الشرخ فيها ولكنه موجود بها تحتفظ به وتتذكره مهما حدث لها من تغيرات يؤلمها احيانا هى وصاحب الورقة

تحيااااااااااتى